OKBA NAMOUS المدير
عدد المساهمات : 579 تاريخ التسجيل : 22/09/2009 العمر : 33 الموقع : https://nassebrezina.yoo7.com
| موضوع: هل تطور العلم يرجع دائما الى تناقض معارفه مع الحوادث المكتشفة ؟ السبت أكتوبر 24, 2009 11:37 am | |
| **************************** **************************** بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل تطور العلم يرجع دائما الى تناقض معارفه مع الحوادث المكتشفة ؟
المقدمة: هل الرغبة في التكيف مع مستجدات العصر و التفاعل مع التطور دفعت الإنسان الى التفكير في الظواهر الكونية فاهتدى الإنسان الى كسب معارف أولية بسيطة و بصورة تدريجية ارتقت هذه المعارف و اكتسبت صفة العلمية لكن: هل تطور العلم يعود الى تناقض و تنافر مع معارفه أم هذا التطور لا يتحقق غلا بانسجام معارفه و تراكمها ؟ هل تطور العلم بقطع الصلة مع المعارف السابقة أم تطور بضمان استمرارها ؟
التحليل: يعتقد أصحاب الفكر المعاصر و على رأسهم غاستون باشلار ان العلم الكلاسيكي عائق إيبستمولوجي أمام تقدم العلم المعاصر و بالتالي فإن تطور العلم يعود الى تناقض معارفه حجتهم في ذلك أن العصر التى تتفجر فيه الكشوفات العلمية من كل جهة حطم الإيبستمولوجية التقليدية أي أن القوانين العلمية تتطور و تتجدد بناء على اكتشاف الأخطاء السابقة، إن الثورة العلمية المعاصرة بكل كشوفاتها تولدت على إثر قطيعة معرفية مع الممارسات الكلاسيكية، إذ أن فيزياء هايزمبرغ و نسبة إنشتاين...ظهرت حينما ألغت فكرة المطلق و تجاوزت مفهوم المجال عند نيوتن و غاليلي و لعل ظهور النسق الاكسيومي في الرياضيات المعاصرة بزعامة ريمان ولوباتشو فسكي لم يكن ليتيلور إلا حينما انتقدت مبادئ و نتائج الرياضيات الكلاسيكية النقد: مهما كان شأن العلم المعاصر فالحقيقة أنه لم يؤسس من فراغ ثم عن الدعوة الى إحداث القطيعة مع الممارسات الكلاسيكية قد يجعل العلم يتأخر بدل من تطوره، لذلك فإن المعرفة العلمية هي استمرار للمعارف السابقة و العلم الكلاسيكي هو اللبنة الأولى للمعرفة العلمية المعاصرة التى هي سلسلة من الجهود المتصلة و المتواصلة و هذا ما أكده أوغست كونت الذي يرى ان تطور العلم يعود الى تواصل معارفه السابقة و اللاحقة.
ذلك أن القوانين العلمية الجديدة أسست على قوانين سابقة و الحقائق التاريخية عند أصحاب النظرية الاتصالية مفادها أن كل مجال علمي مسبوق بمجالات معرفية أولية و لذلك فتتابع المراحل التاريخية التى اقرها أوغست كونت ( اللاهوتية=الميتافيزيقية=الوضعية ) يدفع الى القول بتتابع تطور العلم الذي بدأ بطيئا و انتهى دقيقا، ولذلك لا يوجد في الحقيقة فرق بين الاستدلال العامي ة الاستدلال العلمي إلا من حيث الدقة، ويمكن أن نستدل على هذا الانسجام و التراكم و بالتالي التعاقب من خلال جهود (ماندل) في الوراثة وأعقبتها جهود مورغان في نفس المجال
نقد: غيران موازنة بسيطة بين المعارف العلمية الكلاسيكية و المعاصرة توحي بطبيعة الاختلاف و بالتالي إمكانية وجود قوانين علمية تبنى على أنقاض المعارف العلمية السابقة
التركيب: إن العلم تطور حينما قطع صلته بكل الممارسات الكلاسيكية السابقة و مع ذلك فالكثير من الإبداعات العلمية كان منطلقها معارف أولية سابقة و لذلك فالعلم في مختلف مجالاته هو نشاط نوعي مستمر ينطلق من معارف سابقة سرعان ما يسعى الى تجاوزها و تصحيحها.
الخاتمة: إذن يمكن القول أن تطور العلم يرجع الى تناقض معارفه مع الحوادث المكتشفة لكن بعدما يكون العلم قد اتخذها نقطة انطلاق أولية و بالتالي هناك نسبة من الانفصال في المعرفة العلمية و نسبة من الاتصال جعلت المعارف متراكمة و منسجمة.
********************************** ********************************** عقبة ناموس ثانوية الشهيد امحمد قنيبر بريزينة ********************************** ********************************** | |
|