OKBA NAMOUS المدير
عدد المساهمات : 579 تاريخ التسجيل : 22/09/2009 العمر : 34 الموقع : https://nassebrezina.yoo7.com
| موضوع: الفتور وترك العمل الدعوي الثلاثاء مارس 22, 2011 8:08 am | |
| الفتور وترك العمل الدعوي
رضا بن أحمد طاهر الحمد لله الذي أكرم عباده بالإسلام وجعلهم من أتباع سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام..
ثم الحمد لله الذي شرف بعض عباده بحمل لواء الإسلام وجعلهم في سداد من القول والعمل حيث قال : {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} الآية.
وما برح الشيطان يجتال عباد الله من طريق الخير إلى طريق الشر حتى تجرأ بالوصول إلى أهل الدعوة وبدأ ينفث في روعهم المثبطات والمحبطات والأهواء والشهوات، ومما نعاني منه اليوم ظاهرة الانكسار والضعف الذي يسمى بالفتور.
فما هي أسبابه وما هي مظاهره ثم نقول وبالله التوفيق وما هو العلاج؟
أسبابه :
1.عدم وجود المحاضن التربوية التي تعمل على المواصلة والمتابعة وشحذ الهمم وإزالة الشبهات :
تلقى المحاضرات والندوات والدروس والمواعظ ولا يوجد من يأخذ بيد الشباب على مختلف مستوياتهم فيعمل على تربيتهم واحتضانهم وترحيلهم من مستوى إلى ما هو أعلى منه حتى يشعر بتدرج في المكانة الإيمانية والمكانة الاجتماعية تتكرر الأعمال الدعوية على الأفراد فلا يشعرون أنهم أرتقوا من مرحلة إلى أخرى فيصابون بالفتور.
2.عدم وجود التجديد في أساليب الدعوة :
تمضي الدعوة في رتابة مملة لعدم وجود فئات من الدعاة يعملون فقط على تطوير أساليب الدعوة المعاصرة ولربما رأيت أحد الدعاة في مكان آخر غير حقل الدعوة منتجاً ومطوراً وممارساً لأساليب التقنية لإنجاح مهامه الوظيفية الرسمية وأما الأمور الدعوية فلا تطور ولا ابتكار بل ولا حتى الهم الذي يجب أن يدفع إلى بلوغ تلك الأهداف لأن الدعوة حجمت في الطرق التقليدية فقط.
3.ضعف الارتباط بين القاعدة والقمة :
اقصد بالارتباط تلك العلاقة التي كانت بين المربي الأول صلى الله عليه وسلم وبين تلامذته النجباء، كان يسأل وكان يتفقد وكان يتحسس مشاكل تلامذته فيعالج أدوائهم أولاً بأول، وكيف كان يعيش واقعهم المعاشي والتربوي والاجتماعي ثم كيف كان يحرص على مستقبلهم الأخروي.
فالشيخ يلقي المحاضرة أو الدروس ولا علاقة له في التوجيه ولا في المعايشة مع طلاب العلم الذين أمضوا السنوات وهم أمام الشيخ يطلبون العلم على يديه حيث لا يوجد لدينا أماكن للتأسيس الدعوي ولا توجد مصابرة ومعاهدة مع التلامذة وبالتالي يعتريهم وينتابهم الفتور.
4.غياب التربية الميدانية والتحرك من أجل الدعوة.
والتربية الميدانية من أنجح الوسائل لإزالة الفتور والتردد والانكسار والضعف.. لماذا ؟
لأن التلميذ وطالب العلم يشعر بالحركة المادية المحسوسة أنه قد بذل الجهد والوقت والمال في سبيل الله وشعر أنه قدم شيئاً محسوساً فكلما جاء الشيطان ليثبطه تذكر تلك الأمور المحسوسة التي تقوده إلى التفكر في الأجر والثواب العظيم من الله سبحانه وتعالى وانه يعيش واقعاً فيه ازدياد من الحسنات كل يوم وكل ساعة.
أسبابه على مستوى الأفراد :
وأما على مستوى الأفراد فهناك أسباب كثيرة لهذا الفتور منها..
غياب مسئولية الدعوة عند البعض وعدم الشعور بواجبه نحو الدعوة إلى الله. عدم الاستزادة من العلم الشرعي بطريقة مستمرة. الانشغال بالاجتماعات غير العلمية والتي لا يتبعها عمل ولا إنجاز. كثرة الجدل عند البعض في أمور لا تعود عليهم بالفائدة وربما تكون من الأمور الخلافية التي يسوغ فيها أكثر من رأي. عدم الاهتمام بتربية النفس على التقوى والصلاح والزهد ولربما رأيت بعضهم يتكلم في أمور عظيمة في شأن الأمة وهو لا يحافظ على الصلاة في جماعة ولا على القيام بالنوافل ولا التزام مواطن السنن التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقدان التوازن عند البعض بين طلبه للعلم وبين السعي للدعوة وبين حاجات أهله زمن يعول من الأبناء. حصر الدعوة عند البعض وتحجيمها في المحاضرة والموعظة دون النظر في الأعمال الكثيرة التي يمكن أن تتناسب مع قدراته وإمكاناته. العلاج :
وختاماً لعلي اذكر بعض طرق العلاج حسب جهد المقل والعلم عند الله وحده سبحانه وتعالى..
1.إيجاد محاضن تربوية تلازم شباب طلاب العلم وبصورة مصغرة كجماعات تحافيظ القرآن حيث تعلم وتربى وتتابع في جميع المراحل النظامية حتى الالتحاق بالحياة العملية وتستمر العلاقة من الناحية العلمية والاجتماعية والدعوية ويصبح الفرد له دور في الدعوة بحسب الإمكانيات والمهم أن يكون هناك ارتباط قوي بين الأفراد.
2.لابد من وجود فئة من طلاب العلم المتخصصين في الإدارة والتطوير من تطوير أساليب الدعوة حتى تكون الدعوة في تطور وتقدم ، ويجب على الدعوة أن تغزوا الناس في أماكنهم بالمناسب والمعقول بعد إجراء دراسة عامة لبعض شرائح المجتمع.
3.وجود المشايخ والعلماء الربانيين بالقرب من الشباب والتفرغ لهم في تعليمهم وفي تربيتهم والتعرف عليهم عن قرب والسؤال عنهم والتعرف على مشاكلهم.
4.التفعيل للوظيفة الدعوية بحيث يجب إشغال الشباب وطلاب العلم بالعمل الميداني المناسب لهم كالقراءة في كتاب أمام الناس (في المسجد) أو إلقاء المواعظ في بيئات متواضعة أو دعوة الأقارب والجيران بالشريط والكتيب أو تقديم المعروف بشتى طرقه أو الخروج في رحلات مع المشايخ إلى القرى والهجر لإلقاء المواعظ والتدرب على ذلك بوجود المشايخ والعلماء.
وسائل العلاج للأفراد :
1.معرفة أهمية الدعوة إلى الله والأجر العظيم منه سبحانه لمن دعا إلى الله {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} الآية.
2.الاستزادة من العلم الشرعي بالقراءة والاطلاع والجلوس في حلق العلم ومجالس الذكر.
3.عدم تضييع الوقت في الجدل وفي الأمور التي لا تعود على صاحبها بالنفع في الدنيا أو في الآخرة.
4.تربية النفس على الخوف من الله وعلى القيام بالواجبات والمحافظة على الصلوات والتزام السنن والنوافل وترك الشبهات وترك فضول الحلال فضلاً على تجنب الحرام.
5.الحصول على الاعتدال والتوازن في أموره جميعاً فللدعوة حق (طلب العلم والعمل بالعلم) وللأهل ومن يقوم عليهم ويرعاهم ويقوم على تربيتهم التربية الواعية.
6.النظر بعد طلب العلم في العمل الدعوي المناسب الذي يمكن القيام به بما يناسب المقدرة والإمكانية والتحرك الفعلي للدعوة
هذا والله أعلم...
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
رضا بن أحمد طاهر
مدير مندوبية الدعوة والإرشاد بحي الصفا بجدة | |
|