20 أكتوبر 2009:
عادل حداد
--------------------------------------------------------------------------------
إنتهى مونديال الصغار الذي خطفت فيه غانا الأنظار لتكون أول بلد إفريقي يضع لنفسه مكانا في سجل الكبار، مؤكدة بذلك أن فوزها بكأس الأمم الإفريقية في جانفي الفارط ليس من فراغ مثلما ظلت الكرة الغانية دائما غير متوارية عن الأبصار منذ عهد جورج الحسن، مرورا بجيل أبيد بيلي ووصولا إلى التشكيلة الحالية بقيادة مايكل إيسيان، فقد سبق لمنتخب الأواسط وأن خاض مرتين نهائي كأس العالم للأواسط سنتي 1993 و2001 وخسره أمام كل من البرازيل والأرجنتين على التوالي، كما أن مدرب الأواسط الحالي صانع ملحمة القاهرة "سيلاس تيتاه" كان يشرف قبل سنتين على منتخب الأشبال، ليواصل عمله مع نفس التشكيلة تقريبا حتى توج معها بكأس العالم للأواسط أمام المنتخب البرازيلي المعروف بمشتلته من اللاعبين وهو الذي يصدر سنويا مئات اللاعبين إلى الخارج من مختلف الأعمار، ما يؤكد أن تحقيق غانا لهذا الإنجاز ليس من فراغ وإنما هو نتاج عمل متواصل وفق منهجية مدروسة ومضبوطة بإحكام، ولا غرابة أن نرى هذه التركيبة من اللاعبين في مونديال البرازيل 2014 مادام أن منتخب الأكابر الحالي يتشكل بنسبة كبيرة من اللاعبين الذي خاضوا نهائي كأس العالم للأواسط قبل ثمانية سنوات، وهم يتطلعون الآن للذهاب بعيدا في مونديال الأكابر وليس فقط مجرد التأهل ؟؟ هذه النجوم السوداء الصغيرة التي سطعت قبل بضعة أيام في القاهرة نصفها ينشط حاليا في مختلف البطولات الأوروبية بقيادة هداف كأس العالم برصيد 8 أهداف "دومينيك أدياه" الذي يعد عنصر بارز في نادي "فريدريكشتاد" النرويجي وكذا نجل أبيدي بيلي "أندري أيو" الذي يلعب حاليا في نادي "أفينيون" الفرنسي معارا من مرسيليا، بمعنى أن خلائف إيسيان، مونتاري، أغوغو والآخرون يطبخون على نار هادئة الآن قبل الوصول إلى مرحلة النضج الكروي ويصبحون نجوم كبار في المستقبل يحملون مشعل أسلافهم الذي توارثته كل الأجيال ليضيء المنتخب الغاني الذي ظل حاضرا في مختلف المواعيد الكبرى ويلعب دائما الأدوار الأولى بغض النظر عن التتويجات، وهي رسالة واضحة للقائمين على تسيير شؤون الكرة الجزائرية الذين يبدو أن تفكيرهم متوقف في التأهل إلى مونديال 2010 ونسوا بأن القاعدة هشة وكل شيء قد يتحطم في لحظة، كما تناسوا أن الجزائر ما كانت لتكون على مشارف التأهل إلى كأس العالم لو لم يتلق بلحاج، بوقرة، عنتر يحيى، زياني، يبدة والآخرون تكوينهم في فرنسا، لكن هذا لن يمنع من أنها نجوم جزائرية نتمنى أن تسطع في القاهرة مثلما فعلت النجوم السوداء الغانية، وبعدها للحديث بقية ...