OKBA NAMOUS المدير
عدد المساهمات : 579 تاريخ التسجيل : 22/09/2009 العمر : 34 الموقع : https://nassebrezina.yoo7.com
| موضوع: هل من شروط استمرار الأمة الأصالة أم المعاصرة ؟ السبت أكتوبر 24, 2009 11:43 am | |
| **************************** **************************** بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هل من شروط استمرار الأمة الأصالة أم المعاصرة ؟ مقدمة: الأمة جماعة بشرية تربطهم عناصر مشتركة كالدين و اللغة في تنظيم ثقافي له أغراض روحية و قد ارتأى البعض من المفكرين إلى الاهتمام بهذه الروابط الثقافية المشتركة و التشبث بها باعتبارها الأصل الذي بوجوده تبقى الأمة مستمرة في الوجود بينما دعا آخرون إلى عصرنة هذه الروابط من أجل مواكبة العصر إذ لا استمرار لأمة فقدت قدتها على مواكبة متطلبات العصر و عليه فهل و جود الأمة و استمرارها يكمن في مدى تشبثها و محافظتها على أصالتها أم في قدرتها على الإبداع و مواكبة التطور الحضاري ؟
التحليل: استمرار الأمة يكون بالمحافظة على الأصالة: يؤكد بعض المفكرين و خاصة ذووا الاتجاه المحافظ أن ماضي الأمة هو مصدر استمرارها و هو الذي يؤكد و جودها و قوتها و فعاليتها و لهذا تعمل الأمم على إحياء الثقافات التقليدية و بعث قيمها و الرفع من شأنها إذ لا يمكن بقاء الأمة دون المحافظة على تراثها و في رأي البعض كما أن الإنسان يعود إلى الوراء لكي يخطو خطوة عملاقة إلى الأمام فكذلك الأمة لا سبيل إلى تقدمها إلا بالعودة إلى تراثها و قد ركز الفيلسوف الألماني هردر يوهان جونغريد في كتابه فكرة في فلسفة تاريخ الإنسان على دور الثقافات الروحية الأصيلة لمختلف الشعوب في تحقيق التقدم في التاريخ و ذات الموقف عند الفيلسوف الألماني هيغل جورج فيلهيلم فريدريك الذي يرى أن عزل الأمة عن جذورها سبب في التخلف و كما يرى المفكر الجزائري مالك بن نبي أن من غايات الاستعمار محاصرة الثقافة و عزل الأهالي عن ثقافتهم... ،
لكن الاهتمام بالأصالة وحدها و الاكتفاء بما أنجزه الأسلاف دون الإلتفات إلى ما تنجزه الأمم في العصر الراهن يؤثر سلبا على حاضر الأمة و لا تكون الأصالة بهذا المعنى إلا مفهوما مرادفا للانغلاق و الركود و الجمود فالتراث وحده لا يكفي لمواجهة متطلبات العصر.
استمرار الأمة يكون بالتفتح على الحضارات الأخرى : يرى البعض الآخر من المفكرين من أنصار التفتح و التجديد أن بقاء الأمة و استمرارها يكمن في مدى قدرتها على مواكبة متطلبات العصر فالأمة العصرية هي التى تملك شروط المنافسة مع باقي الأمم فالمعاصرة تقتضي من الأمة التفاعل مع المعطيات الحضارية الراهنة حيث تتأثر بما يبدعه الغير و تأثر في بدورها في الغير بقدرتها على الإبداع و العطاء ن ان مقدرة الأمة على التنافس هو الذي يؤكد وجودها و يجسد فعاليتها بين أمم و يقول في هذا الشأن الأستاذ الفرنسي فرانسوا بيرو في كتبه " الاغتراب و المجتمع الصناعي ":" العلوم و الصناعة و التكنولوجيا تمكن الشعوب و المجتمعات من التقدم و المنافسة... " و هكذا فالمعاصرة لا تعني التمسك بما هو قديم و إنما البحث عن سبل النمو و التطور بما يمكن الأمة من احتلال مكانة في هرم الحضارات المسيطرة في العصر،
لكن الاهتمام بالمعاصرة وحدها و الاكتفاء بالبحث عن سبل التطور و الرقي دون الالتفات إلى أصول الأمة و خصائصها يؤثر سلبا على حاضر الأمة لأن التمسك بكل ما هو جديد حتى و لو كان دخيلا و غير مطابق للأصل يعتبر تقليدا و تبعية لا إبداعا حضاريا فالمعاصرة و حدها قد تؤدي إلى الانسلاخ الحضاري استمرار الأمة يكون بالجمع بين الأصالة و المعاصرة: لقد شبه البعض العلاقة بين الأصالة و المعاصرة بالعلاقة بين الجسد و الروح فكما أن وجود الإنسان لا يتوقف عن جانب دون آخر فكذلك و جود الأمة لا يتوقف على جانب دون آخر فإذا كانت الأصالة هي روح الأمة فان المعاصرة هي البدن الذي تستقر فيه الروح ،
وقد بين زكي نجيب محمود كيفية الجمع بين الأصالة و المعاصرة من خلال كتابه " المعقول و اللامعقول " بقوله " الأخذ عن الأقدمين و جهات النظر بعد تجريدها من مشكلاتهم الخاصة التى جعلوها موضع البحث و ذلك لأنه يبعد جدا ان تكون مشكلات حياتنا اليوم هي مشكلاتهم "
الخاتمة: ان الربط المحكم بين الأصالة و المعاصرة هو الذي يمكن الأمة من البقاء و الاستمرار في الوجود إذ لا إفراط و لا تفريط و هذا الموقف المعتدل نجده في الإسلام حيث يدعو إلى حضارة إنسانية قائمة على تحقيق القيم الروحية و أيضا القوة المادية.
********************************** ********************************** عقبة ناموس ثانوية الشهيد امحمد قنيبر بريزينة ********************************** ********************************** | |
|