****************************
****************************
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل المجتمع بالنسبة للفرد أداة قمع أم أداة تحرر؟
المقدمة: يقوم المجتمع الحديث على علاقات اجتماعية متينة أهم حلقاتها الفرد من جهة و المجتمع من جهة أخرى و بما أن حياة الأفراد لا تنتظم إلا في أطر اجتماعية فان علاقة الفرد بالمجتمع بقيت محل نقاش بين الفلاسفة و العلماء حيث ينظر البعض الى أن المجتمع يلعب دورا فعالا في نمو قدرات الأفراد و تفتح مواهبهم و لكن البعض الآخر يرى أن المجتمع يشكل عائقا أمام حريات الفرد فهل يعتبر المجتمع أداة تحرر الأفراد أم قشرة ضاغطة عليهم ؟
التحليل المجتمع أداة قنع و ضغط على الأفراد:
يذهب بعض الفلاسفة الى أن المجتمع يلعب دورا سلبيا في حياة الفرد حيث أوجد القوانين الاجتماعية و القيم الأخلاقية للضغط على الأفراد و الحد من حريتهم و لعل أكثر من مثل هذا الرأي الفيلسوف الروحي صاحب النزعة الفوضوية "باكونين"(فيلسوف روسي 1876.1814) الذي يرى أن قيادة الجنس البشري الى مملكة الحرية لا يكون إلا باستبعاد مبدأ السلطة من حياة الناس و على رأسها الدولة، كما نجد هذا الموقف عند أنصار الاشتراكية في صراعهم ضد المجتمع البرجوازي
نقد: لكن المجتمع لا يحد دائما من حريات الأفراد خاصة في المجتمعات الديمقراطية أين يصبح دور المجتمع مساعدة الأفراد على إبراز قدراتهم
المجتمع أداة تحرر و تفتح للأفراد: يذهب البعض الآخر من الفلاسفة الى أن المجتمع يلعب دورا إيجابيا في حياة الأفراد حيث يضمن حرياتهم الفردية خاصة الحرية المدنية التى تسمح للأفراد بالاستمتاع بحقوقهم المدنية في ظل القانون "فالإنسان مدني بالطبع" على حد تعبير ابن خلدون (مفكر عربي 1406.1332) فما القيم الأخلاقية و القوانين الاجتماعية و ما يعرف الحقوق و الواجبات إلا أطرا لحماية الحريات الفردية داخل المجتمع و أكثر من ذلك إن حرية الفرد لا تتحقق إلا داخل المجتمع فالمجتمع ضرورة تحتمها طبيعة الإنسان
لكن القوانين الاجتماعية غالبا ما تكون صادرة عن طبقة مسيطرة مما يجعلها قائمة على التعسف و لا تراعي مصلحة الجميع.
المجتمع قد يحد من حريات الأفراد كما قد يمكنهم من الاستمتاع بحرياتهم: إن الناس يختلفون في نظرتهم الى الحرية باختلاف مذاهبهم و اتجاهاتهم و لعل النظرة السليمة أن يتمتع الإنسان بحريته مع مراعاة حرية الآخرين ما دام يعيش معهم في محيط واحد و قد جاء في المادة 29 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان " يخضع الفرد في ممارسة حقوقه و حرياته للقيود التى يعينها القانون " و الغرض من التقيد بالقانون ضمان الاعتراف بحقوق الغير و احترام حرياته و تحقيق ما يقتضيه النظام العام من شروط عادلة
الخاتمة: ان المجتمع أصلا يعمل على تحقيق الحريات الفردية إلا أنه أحيانا يحد من حرياتهم و استعداداتهم خاصة عندما تكون القوانين جائرة لا تخدم الصالح العام و عموما حرية الإنسان تبقى نسبية لا مطلقة "فحريتي تبدأ عندما تبدأ حرية الآخرين "
**********************************
**********************************
عقبة ناموس
ثانوية الشهيد امحمد قنيبر بريزينة
**********************************
**********************************