هل سبب حدوث الهيجان الإدراكات الذهنية أم التغيرات الجسمانية ؟

****************************
****************************
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هل سبب حدوث الهيجان الإدراكات الذهنية أم التغيرات الجسمانية ؟

مقدمة: يعرف ريبو الهيجان بأنه صدمة مفاجأة شديدة يغلب فيها العنف مصحوبة بازدياد الحركات أو انقطاعها كالخوف و الغضب فإذا كان الهيجان هو ذلك الانفعال القوي المفاجأ الصادر عن وجود المثير فعل حدوثه ناتج عن إدراك الذهن أم عن تولد التعبير الجسماني ؟

التحليل: الهيجان سببه إدراكات ذهنية للموقف:
يركز أنصار النظرية الذهنية على الناحية السيكولوجية المتمثلة في التصورات الذهنية التى هي أساي الانفعال فالانفعال حكم عقلي فالخوف مصدره الشعور بالخطر
فمثلا الإدراك = رأيت الوحش / الانفعال = الخوف / الاستجابة = الهرب، حيث يرى هاربرت لوهان فريدريك (1776 = 1841 ) فيلسوف ألماني مثالي أن الإنسان يشعر بالاضرابات النفسية أولا ثم ينتقل الى البدن فالهيجان هو اضطرابات عقلية و نفسية تحدثها المنبهات الخارجية و تنقلها الحواس و العقل يعطي لتلك المنبهات دلالة معينة مخفية أو سارة...الخ * إدراك موقف = اضطرابات عقلية = هيجان = اضطرابات جسمية * رأيت وحش = خوف = هيجان = الهرب

لكن لا هيجان دون تغيير فيزيولوجي أي أن التصورات الذهنية وحدها لا تكفي لإحداث الهيجان

الهيجان يتولد عن تغيرات فيزيولوجية التى تعتري الجسم:
يرتكز أنصار النظرية الفيزيولوجية على الحركات و الإضطرابات الفيزيولوجية التى تجعل الهيجان ظاهرا للعيان و حذف المظاهر الجسمية في الانفعال يزيله و يجعله صورة باهتة فمثلا: الإدراك = رأيت الوحش / الانفعال = الخوف / الاستجابة = الهرب حيث يرى وليام جيمس (1842 = 1910 ) عالم أمريكي أن المنبهات الخارجية تنقلها الحواس الى الجهاز العصبي قبل ان يدركها حيث تتحول الى تنبيه حركي فتتحرك العضلات و بعض الغدد و بعد ذلك يحدث الشعور النوعي خوف أو فرح.. الخ ///*إدراك المثير = تغيير جسمي = تغيير نفساني = هيجان * سيارة قادمة بسرعة = الابتعاد بسرعة = الشعور بالخوف = الهيجان

و لكن التغيير الفيزيولوجي وحده لا يمكنه تفسير الهيجان فالممثل مثلا يكلف بالقيام بالدور فينجزه على أحسن ما يرام فتراه في حالة غضب و هو على غير ذلك

الهيجان يصدر عن الفرد بكامله : ان التصورات الذهنية شرط ضروريا في حدوث الهيجان و لكنها غير كافية و حدها كما أن التغيرات الفيزيولوجية هي الأخرى شرط ضروري في حدوث الهيجان و لكنها غير كافية و حدها و عليه فالهيجان يتولد عن تشابك الإدراكات الذهنية التغيرات الجسمانية و هو موقف النظرية التلامسية التى تذهب الى أن الشعور بالانفعال و التغيرات الجسمية يتمان في وقت واحد

الخاتمة : الهيجان سلوك طبيعي عند الإنسان يشارك فيه الجسم و النفس معا فكل حادثة نفسية إلا و تحدث ضمن شروطها الفيزيولوجية و هذا ما جعل أرسطو يقول الانفعال ليس في الجسم و لا في النفس بل في الإنسان .

**********************************
**********************************
عقبة ناموس
ثانوية الشهيد امحمد قنيبر بريزينة
**********************************
**********************************